المجلة | حــديث |عَنْ عَبْدِ اللّهِ بن مسعود قَالَ: سَأَلْتُ رَسُول

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

عَنْ عَبْدِ اللّهِ بن مسعود قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيّ الذنبِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لله نِدّا وَهُوخلَقَكَ" قَالَ قُلْتُ لَهُ: إِنّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قَالَ قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ" قَالَ قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكِ" رواه مسلم.
يرشدنا هذا الحديث إلى أن أكبر المعاصي الشرك بالله عز وجل وهذا ظاهر لا خفاء فيه، وأن القتل بغير حق يليه، وأما ما سواهما من الزنا واللواط وعقوق الوالدين والسحر وقذف المحصنات والفرار يوم الزحف وأكل الربا وغير ذلك من الكبائر فلها تفاصيل وأحكام تعرف بها مراتبها، ويختلف أمرها باختلاف الأحوال والمفاسد المترتبة عليها، وعلى هذا يقال في كل واحدة منها هي من أكبر الكبائر، وإن جاء في موضع أنها أكبر الكبائر كان المراد من أكبر الكبائر، والله أعلم.‏ وقوله صلى الله عليه وسلم: "أَنْ تَجْعَلَ لله نِدّا وَهُوخلَقَكَ" الند: المِثْل والنظير. وقوله صلى الله عليه وسلم: (مخافة أن يَطعم معك) أي يأكل وهو معنى قوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} أي خشية فقر. وقوله صلى الله عليه وسلم: "أن تزاني حليلة جارك" وهي زوجته، ومعنى تزاني أي تزني بها برضاها، وذلك يتضمن الزنا وإفسادها على زوجها واستمالة قلبها إلى الزاني وذلك أفحش وهو مع امرأة الجار أشد قبحا وأعظم جرما؛ لأن الجار يتوقع من جاره الدفاع عنه وعن حريمه، ويأمن بوائقه ويطمئن إليه، وقد أمر بإكرامه والإحسان إليه، فإذا قابل هذا كله بالزنا بامرأته وإفسادها عليه مع تمكنه منها على وجه لا يتمكن غيره منه كان في غاية من القبح.

المزيد